ترجع تسمية الجمعة السوداء إلى القرن التاسع عشر، بسبب الأزمة المالية عام 1869 فى الولايات المتحدة والذى اضر للاقتصاد الأمريكى بشكل كارثي ، حيث كسدت البضائع وتوقفت حركات البيع والشراء مما سبب أزمة اقتصادية فى أمريكا، تعافت منها عن طريق عدة إجراءات منها إجراء تخفيضات كبرى على السلع والمنتجات لبيعها بدل من كسادها، ومن ذلك اليوم أصبح تقليدا فى أمريكا تقوم كبرى المتاجر والمحال والوكالات بإجراء تخفيضات كبرى على منتجاتها تصل إلى 90% من قيمتها.

ثم قام أحد مواقع التسوق الإلكترونى العربية بإطلاق مبادرة عام 2014 كرد على يوم الجمعة السوداء الخاصة بأسواق ومتاجر أمريكا وخصوصاً موقع أمازون وأطلق عليه اسم "الجمعة البيضاء"، وتم اختيار الاسم لخصوصية يوم الجمعة لدى أغلبية العرب من المسلمين .

ولنا مع هذه القضيّة عدّة وقفات:

الأولى: أن الله عز وجل فضّل هذا اليوم على ما سواه من بقيّة الأيام، كما قال-صلى الله عليه وسلم-: (أضلَّ الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا، فهدانا الله ليوم الجمعة) رواه مسلم.

ثانياً: ديننا يحرّم التشاؤم بكلِّ أنواعِه جملةً وتفصيلاً؛ فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله وعليه وسلم- قال: (الطيرة شرك) قالها ثلاثاً. رواه أصحاب السنن إلا النسائي، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله وعليه وسلم- قال: (لا عدوى، ولا طِيَرة) متفق عليه.

ثالثاً: إذا لم تكن جذور هذه التسمية من باب التشاؤم، فإن إبقاء تسميةٍ موهمةٍ مثل هذه، وتداولها أمرٌ لا ينبغي؛ إذ قد تفتحُ باباً من أبواب التشاؤم من حيث لا يدري الإنسان.